كان في احدى عصور الرومان الموغلة في القدم قيصرا جبارا شديد البأس يقتل كل من يعارضه حكيما اووزيرا او صغيرا او كبيرا ولذلك لم يجرأاحد على معارضته وكان الحكماء في عصره يقبعون في منازلهم مخافة بطشه الا حكيما واحدا كان يخرج للناس يروي لهم حكمته على شكل قصص خرافية لعلهم يفهمون ويتحركون فانجذب الناس اليه وذاع صيته في البلاد فكثر الحديث عن هذا الرجل الذي يسمى حكيما ولكن اسلوبه يوحي لك بانه قصاصا وكأغلب الشعوب عندما ينتشر فيها اسم احدهم وتدور حوله القصص والاقاويل فيكثر حساده ومن هنا تبدا حكايتنا حيث اقام احد حاشية القيصر برفع امر هذا الحكيم الى القيصرعلى انه رجل لايهاب
احدا وانه يتجرأ على القيصر في رواياته ويصفه بالحاكم الظالم فغضب القيصر وطلب بأحضار هذا الحكيم بين يديه سأله القيصر
ايهما اقوى واشد تأثيرا على الشعب انا ام انت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فقال الحكيم فليسمح لي جلالتكم بسرد رواية جوابا على سؤالكم فأذن له القيصر بدأ الحكيم بسرد حكايته قائلا :
تخاصمت الريح والشمس ايهما اقوى قالت الريح :انا الاقوى ،قالت الشمس بل انا الاقوى
وبدا النزاع واتفقتا على ان يجريا اختبارا لقوتهما وقدرتهما على افقر رجل وجد على الارض وفعلا وجدا رجلا بائسا معدما لايملك من دنياه الا معطفا قصيرا مهلهلا لايقيه حتى من برد الشتاء ولكنه كان يمثل له اغلى شئ لانه الشئ الوحيد الذي يملكه والذي لم يكن ليخلعه مهما كانت الضروف فأتفقت الريح والشمس على ان يكون الاختبار هو جعل الرجل يخلع معطفه فقالت الريح سابدا انا الاختبار وفعلا بدات الريح تهب على هذا الرجل المسكين فيحاول ان يلف نفسه بمعطفه ولكن الريح زادت من قوتها واخذت ترمي بالرجل يمينا ويسارا وتدحرجه في كل اتجاه ولكن الرجل مازال متشبثا بمعطفه اخذت الريح ترمي باعاصيرها وتلفه لفا عنيفا ولكن دون جدوى كلما زادت الريح زاد الرجل من تشبثه بمعطفه المهلهل حتى ياست الريح واستسلمت واذعنت قائلة للشمس جاء دورك فقد عجزت معه واخذت الشمس تلرمي باشعتها على هذا الرجل البائس ولكن اشعتها لم تجعله يستغني عن معطفه اخذت الشمس تشرق على الرجل كل يوم وترمي باشعتها المعتدلة عليه وهو على ماهو عليه وبعد ايام اخذت الشمس تزيد من حرارتها على الرجل فاخذ الرجل يتقي منها بما يجده من ظل شجرة او حائط ولكن مازالت مصرة ان تعامل الرجل بالرفق واللين فتخفف من شدة حرارتها مرة وتزيدها مرة اخرى وكانها تحتال على هذا البائس فيتقي منها اما بظل اويخرج للسير ليتنعم بنورها الذي يظفي على حياته البائسة بعض الامل فباخذبالسير لعله يجد نهاية لحياته في نهاية الطريق وفجاة يجد نفسه امام البحر وتبدا الشمس لعبتها فتزيد من حرارتها وتزيد حتى لايجد الرجل امامه سوى ان يخلع معطفه خوفا عليه من البلل وينزل الى البحر ليتخلص من حرارة الشمس ويستمتع بالماء وبهاذه الحيلة اكتسبت الشمس الرهان .
عندما انتهى الحكيم من سرد قصته ايقن القيصر من الاقوى:
قوة الكلمة وسحرها اقوى من العذاب بالشنق او التكبيل بالحديد فالاولى تؤدي الى المحبة والحياة والثانية تؤدي الى البغض والموت والحيلة افضل من القوة ،فبالحيلة جعلت الشمس الرجل يخلع معطفه وبالقوة لم تستطيع الريح ان تحصل على خيط واحد من خيوط هذا المعطف المهلهل .
الإثنين ديسمبر 24, 2007 7:44 pm
